العلم والإيمان

حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا اتمنا لك ان تفيد وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد وان تقضي اجمل الاوقات معنا فمرحبا بك في انتظار مشاركاتك الجميلة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

العلم والإيمان

حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا اتمنا لك ان تفيد وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد وان تقضي اجمل الاوقات معنا فمرحبا بك في انتظار مشاركاتك الجميلة

العلم والإيمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيخ أحمد طلال رمضان


    النصف من شعبان دروس وعبر للشيخ احمد طلال رمضان

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 5
    تاريخ التسجيل : 22/05/2015

    النصف من شعبان دروس وعبر للشيخ احمد طلال رمضان Empty النصف من شعبان دروس وعبر للشيخ احمد طلال رمضان

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء مايو 27, 2015 12:57 am

    النصف من شعبان دروس وعبر للشيخ احمد طلال رمضان %25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AE-%25D8%25A3%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF-%25D8%25B7%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584-%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25B6%25D8%25A7%25D9%2586

    العناصر:
    (1) شعبان شهر النفحات الربانية والإنطلاقات الإيمانية  .
    (2) التحـــذير من الخصــــــــــــــــــومة والشحـــــناء .
    (3) استجــــــــــيبوا لله وللرســــــــــــــــــــــــــــول .


    المقدمة
    الحمد لله الذي أحاط بكل شئ علماً وجعل لكل شئ قدراً، خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً، أحمده سبحانه وأثني عليه شكرا، كرمه يتوالى ونعمه علينا تترى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، اصطفاه ربه واجتباه، فكان أشرف البرية وأعلاهم ذكراً صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد:
    العنصر الأول : شعبان شهر النفحات الربانية والإنطلاقات الإيمانية
    أيها الأحباب :كان ولا يزال بين الدهور والأيام شامة لأنه للحبيب آية وعلامة فهنيئاً لمن حقق فيه الاستقامة ، ويا خسارة لمن كان حظه منه التفريط والندامة ، ذكر وقرآن وصيام وإحسان صفح وغفران ، ذاك أنت يا شعبان ، شعبان شهر البر والإحسان ؟
    هذا هو موضوع خطبتنا فى هذا اليوم الكريم المبارك
    شعبان شهرُ النفحات الربانية والانطلاقات الإيمانية،شهرٌ يفيض بالخيرات والبركات
    تتهيَّأ فيه النفسُ لاستقبال النفحات الكبرى لشهر رمضان، شهرٌ أحبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضَّله على غيره من الشهور ، شهر تُرفع فيه أعمالنا إلى الله ،
    شهر يهل علينا بالخير والطاعات ,شهر يستعد فيه الصالحون ويتسابقون فيه ,ويراجع فيه العاصون أنفسهم ,ليتوب الله عليهم .
    هو تقدمة لشهر رمضان، وهو تمرين للأمة الإسلامية على الصيام والقيام وصالح الأعمال، حتى يذوقوا لذة القرب من الله، ويستطعموا حلاوة الإيمان، فإذا أقبل عليهم رمضان، أقبلوا عليه بهمةٍ عاليةٍ، ونفسٍ مشتاقةٍ، وانكبوا على الطاعة وانعكفوا على العبادة.شعبان هو شهر يتشعب فيه خير كثير؛ من أجل ذلك اختصَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبادة تفضِّله على غيره من الشهور ، بل ويتميز شهر شعبان بأنه الذي أحبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضَّله على غيره من الشهور، فقد روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان)
    وهنا يجب علينا أن نق وقفة لنتسائل فيها  :
    هل تحب ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    وهل تجد في نفسك الشوق لهذا الشهر كما وجده الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
    وهل تجعل حبك للأشياء مرتبطاً بما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    هو اختبار عملي في أن تحب ما يحب الله ورسوله " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً
    هو اختبار عملي في أن تحب ما يحب الله ورسوله " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به"
    اخوة الإيمان والإسلام ؛
    شعبان شهر  تُرفع الأعمال فيه إلى الله سبحانه وتعالى؛ فقد روى الترمذي والنسائي عن أُسَامَة بْن زَيْدٍ من حديث رسول صلي الله عليه وسلم ( .. وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ )؛ ففي هذا الشهر يتكرَّم الله على عباده بتلك المنحة عظيمة؛ منحة عرض الأعمال عليه سبحانه وتعالى،
    إذاً فإن شهر شعبان هو الموسم الختامي لصحيفتك وحصاد أعمالك عن هذا العام ،
    فهلا سألنا أنفسنا الأن بما يختم عامنا ؟
    هلا سألنا أنفسنا عن الحالة التى نحب أن يرانا الله عليها حينما ترفع إليه أعمالنا ؟
    هلا سألنا أنفسنا كيف دونت الملائكة صحائف أعمالنا ؟
    هلا سألنا أنفسنا عن هذه اللحظة الحاسمة فى تاريخ أعمارنا ؟
    هلا سألنا أنفسنا هل قُبلت أعمالنا أم ردها الله علينا ؟
    فهل تحب يا أخى  أن يرفع عملك وأنت في طاعة للمولى وثبات وإخلاص وعمل وجهاد وتضحية  ومحبة للناس ووفاء ووئام وذكر وقرآن وصيام وقيام !
    أم تحب أن يرفع عملك وأنت تقيم الليل أمام الإعلام الهابط والمسلسلات الفاجرة
    فيا شبابنا أفيقوا من غفلتكم ؛
    أفيقوا من سُباتكم العميق ؛
    راجعوا أ نفسكم وبادر بالأعمال الصالحة قبل رفعها إلى مولاها في الشهر الكريم ؛
    جددوا العهد مع الله ؛ وأعلنوا التوبة لله ؛ وقولوا يارب عدنا إليك ؛ يارب رجعنا إليك ؛ يارب أقبلنا على بابك ؛ فلا تردنا عن رحابك ؛ عسى أن ترفع أعمالنا إلى الله ونحن نعلن التوبة إليه فيغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا ويرفعنا أعلى درجات الجنة
    فتعالَ معي لنتعاهد على أنْ نعمرَ أوقات الغفلة بطاعة الله وبقدْر استطاعتنا؛ كما عمَّرها سلفُنا الصالح رضي الله عنهم. تعالَ لكي نذكر أنفسنا بأعمال بسيطة غَفَلَنا عنها في هذه الأيام، فنطبقها في شعبان؛ كي تسهلَ علينا في رمضان، فما شهرُ شعبان إلا دورة تأْهِيليَّة لرمضان.
    تعالَوا لنحافظ على الصيام في شعبان ، كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يفعل.
    تعالَوا لنحافظ على الصلاة في شعبان ، كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يفعل.
    تعالَوا لنحافظ على القــــــيام في شعبان ، كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يفعل.
    تعالَوا لنحافظ على القرآن في شعبان ، كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يفعل.
    تعالَوا لنحافظ على الذكر  في شعبان ، كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يفعل.
    مَضَى رَجَبٌ وَمَـا أحْسَنْتَ فِيهِ *** وَهَذَا شَهْرُ شَعْبانَ المُبَـارَكْ
    فَيَـا مَنْ ضَيَّعَ الأوْقاتِ جَهْلاً *** بِحُـرْمَتِهَا أفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
    فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَّاتِ قَهْرًا *** وَيُخْلي المَوْتُ كَرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
    تَدارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الخَطَايَا *** بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
    عَلَى طَلَبِ السَّلَامَةِ مِنْ جَحِيمٍ *** فَخَيْرُ ذَوِي الجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ

    العنصر الثانى  : التحذير من الخصومة والشحناء
    أيها الأحباب : أخرج الطبراني وغيره من حديث أبي ثعلبة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى جميع خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين, ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه)).
    وعند ابن حبان في صحيحه من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
    فهذان الحديثان الثابتان معاشر المؤمنين بين فيهما المصطفى أن ليلة النصف من شعبان يغفر الله عز وجل للمؤمنين, ويطلع عليهم إلا المشرك أو المشاحن, فمن أراد أن يفوز بهذا الأجر العظيم وهذا الفضل العظيم, فما عليه إلا أن يحقق هذين الشرطين, لست مطالبًا أيها العبد المؤمن لا بقيام ولا صيام فضلاً عن عمرة أوعبادة ونحو ذلك, كما أنت مطالب أن تحقق التوحيد وأن تنقي قلبك من الشرك وشوائبه
    وهؤلاء هم أنبياء الله ورسله يخافون على أنفسهم من الوقوع في الشرك أو ألوانه وأنواعه, فهذا إبراهيم عليه السلام يقول : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) [إبراهيم 35] , وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول  : (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم).
    وكيف لا ؟ وقد أوحى الله إلى كل نبي وإلى كل رسول حكمه في هذا الأمر المنكر العظيم ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )[الزمر165] , فإذا كان الخطاب موجهًا لإمام الأنبياء والمرسلين ولسيد الموحدين صلوات ربي وسلامه عليه, فكيف لا يخاف الشرك من كان دونه من المؤمنين.
    فاتقوا الله معاشر المؤمنين, ولا تفوتوا على أنفسكم فرصة هذه الليلة التى يطلع الله فيها على جميع خلقه فيغفر لهم جميعا إلا لمشرك أو مشاحن .
    فنقِ قلبك يا أخى من الشرك وشوائبه. ونق قلبك كم الشحناء وتبعاته
    نعم الشحناء وما أدراكم ما الشحناء؟ شرها عظيم, ووبالها يعم ولا يخص, ألم يخرج نبينا صلوات الله وسلامه عليه ذات يوم بخبر ليلة القدر, فتلاحى رجلان فرفع خبرها ونبأها, رفعت تلك البركة عن الأمة إلى قيام الساعة بسبب ملاحاة رجلين وخصومة اثنين من الصحابة, فما ظنكم بما يقع في أيامنا هذه من خصومات ومشاحنات, ومن كان له مشكلة بالقضاء والمحماة يقف على ما يشيب له الولدان, لا أقول مشاحنات بين المسلمين, بل والله بين الأشقاء, بل بين الابن وأبيه, والرجل وأمه, مشاحنات ومرافعات وقضايا.
    أين هؤلاء جميعًا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :  ((تفتح أبواب الجنة يوم الخميس ويوم الإثنين فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلاً بينه وبين أخيه شحناء, يقال أنظروا هذين حتى يصطلحا, انظروا هذين حتى يصطلحا)). رواه مسلم
    أين هؤلاء جميعًا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، ويعرض هذا فيعرض هذا فيعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) البخاري ومسلم
    خيرهما هو الذى يعفوا عن أخيه
    خيرهما هو الذى يصفح عن أخيه
    خيرهما هو الذى يغفر لأخيه ذلته
    خيرهما هو الذى يرحم أخاه
    نعم فإن لم نتغافر فيما بيننا فكيف يغفر الله لنا
    وأن لم نتصافح فيما بيننا فكيف يصفح الله عنا
    ولذلك كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : أذا ماوقع بينهما جدال أو خصام أو شحناء إلا وسارع كلٌ منهما فى العفو عن أخيه والصفح له
    فهذا أبو الدرداء -رضي الله تعالى عنه- يقول: ( كانت بين أبي بكر و عمر -رضي الله عنهما- محاورةٌ، فأغضب أبو بكر عمر ؛ فانصرف عنه عمر مغضباً، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء : ونحن عنده ) وفي رواية: ( أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر، فسلم وقال: إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه، ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى عليَّ فأقبلت إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثة، ثم إن عمر ندم على ما كان منه فأتى منزل أبي بكر ، فسأل: أثمَّ أبو بكر ؟ فقالوا: لا.
    فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر : صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي، فما أوذي بعدها ).
    هذا الحديث فيه وقُوع شيء من الخلاف -كما يقع بين البشر- بين أبي بكر و عمر رضي الله تعالى عنهما فأخطأ أبو بكر في حق عمر ، ثم ندم أبو بكر فأراد أن يستسمح من عمر فأبي عليه، فذهب أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم حاسراً ثوبه عن ركبتيه، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحالة قال: ( أما صاحبكم فقد غامر ) أي: دخل في غمرة الخصومة، وقيل: سبق بالخير، ( فسلم أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه وقص عليه القصة وقال: كان بيني وبين ابن الخطاب شيءٌ -أي: محاورة، أو مراجعة، أو مقاولة، أو معاتبة -أي: فأغضبته- ، قال أبو بكر : ثم ندمت على ما كان، فسألته أن يغفر لي -أي: أن يستغفر لي- فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهي فأبى عليّ )، وفي رواية: ( فتبعته إلى البقيع حتى خرج من داره وتحرز مني بداره، فاعتذر أبو بكر إلى عمر فلم يقبل منه فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثة -أي:أعاد هذه الكلمة ثلاث مرات- ثم إن عمر ندم فذهب إلى بيت أبي بكر الصديق لكي يصافيه ويعتذر منه فسأل عنه، فقالوا: خرج من المنزل، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليجده عنده، فلما سلم عمر وجلس جعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر -أي: تذهب نضارته من الغضب- وكان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض جميلاً كأن القمر يجري في وجهه صلى الله عليه وسلم، فجعل وجهه يحمر من الغضب وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
    وفي رواية: ( فجلس عمر فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تحول فجلس إلى الجانب الآخر فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام فجلس بين يديه فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر : يا رسول الله! ما أرى إعراضك إلا لشيء بلغك عني، فما خير حياتي وأنت معرض عني؟ -أي: أيُ خيرٌ لي في هذه الدنيا وفي هذه الحياة إذا كنت معرضاً عني- فقال: أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه -أي: طلب أخوك أن تستغفر له فلا تفعل!- فقال: والذي بعثك بالحق ما من مرةٍ يسألني إلا وأنا أستغفر له، وما خلق الله من أحدٍ أحب إليّ منه بعدك، فقال أبو بكر : وأنا والذي بعثك بالحق كذلك ).
    ولما تمعر النبي صلى الله عليه وسلم أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ما يكره، فجثا أبو بكر -أي: برك- على ركبتيه، ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم: ( والله أنا كنت أظلم ) وقال ذلك؛ لأنه كان هو البادئ، فجعل أبو بكر يعتذر حتى لا يجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه على عمر
    ويتكرر مثل هذا الموقف مع أبى بكر أيضا لكن هذه المرة مع ربيعة الأسلمى رضى الله عنه  
    وهذه القصة سندها جيد يرويها الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده عن ربيعة الأسلمي قال: ( كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ربيعة ألا تزوج؟ قلت: والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج -عرض عليه الزواج لما في الزواج من صيانة العرض والدين- قال: يا رسول الله: ما أريد أن أتزوج؟ ما عندي ما يقيم المرأة -أي: ليس عندي نفقة- وما أحب أن يشغلني عنك شيءٌ -أي: أخشى أن تشغلني الزوجة عنك وعن خدمتك يا رسول الله، فهو يريد أن يخدم النبي عليه الصلاة والسلام بنفسه ويوقف عليه- فأعرض عني -أي: ترك دعوته للزواج- فخدمته ما خدمته، ثم قال لي الثانية: يا ربيعة ألا تزوج؟ فقلت: ما أريد أن أتزوج، ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيءٌ، فأعرض عني، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة أعلم مني -أي: أنا راغب عن الزواج من أجل الأجر في خدمته عليه الصلاة والسلام، لكن هو الذي أشار عليَّ بالزواج فمعنى هذا أن الزواج فيه أجر لي أكثر من أن أترك الزواج لخدمته- فقال: والله لئن قال تزوج لأقولن: نعم يا رسول الله مرني بما شئت، قال: فقال: يا ربيعة - المرة الثالثة- ألا تزوج؟ فقلت: بلى مرني بما شئت، قال: انطلق إلى آل فلان حي من الأنصار، وكان فيهم تراخٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم -أي: لم يكونوا يواظبون على حضور مجالسه عليه الصلاة والسلام؛ لأجل مشاغلهم الضرورية من كسب العيش وغيره، فانطلق ربيعة إليهم قال: فقل لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانةً -لامرأةٍ منهم- فقالوا: مرحباً برسول الله وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته - أي: إلاَّ وحاجته مقضية- فزوجوني وألطفوني وما سألوني البينة -أي: لم يسألوا عني ولا استوضحوا عن خبري ولا عن أخلاقي وديني- فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزيناً، فقال لي: ما لك يا ربيعة ؟ فقلت: يا رسول الله أتيت قوماً كراماً فزوجوني وأكرموني وألطفوني وما سألوني بينةً؛ لأنهم وثقوا -أي: ما دام أنه من عند النبي عليه الصلاة والسلام فلم يسألوا عن أي شيء- قال: وما سألوني بينةً وليس عندي صداقٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بريدة الأسلمي اجمعوا له وزن نواةٍ من ذهب قال: فجمعوا لي وزن نواة من ذهب، فأخذت ما جمعوا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب بهذا إليهم فقل: هذا صداقها، فأتيتهم فقلت: هذا صداقها -أي: هذا المهر- فرضوه وقبلوه وقالوا: كثيرٌ طيب ) -ليسمع هذا أصحاب المغالاة في المهور فقد يصل المهر في هذا العصر إلى الخمسين والمائة ألف والمائتين ألف- ( فرضوه وقبلوه وقالوا: كثيرٌ طيب قال: ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم حزيناً فقال: يا ربيعة ما لك حزينٌ؟ فقلت: يا رسول الله! ما رأيت قوماً أكرم منهم رضوا بما آتيتهم وأحسنوا، وقالوا: كثيرٌ طيب وليس عندي ما أولم -أي: قد انحلت مشكلة العقد فعقدنا، والبنت قد وجدناها، والمهر اديناه، وبقيت الوليمة- قال: يا بريدة اجمعوا له شاةً ) قال: ( فجمعوا لي كبشاً عظيماً -أي: ما يكفي لشراء كبش كبيرٍ سمين- فجمعوا لي كبشاً عظيماً سميناً، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب إلى عائشة فقل لها:تعطيك ماعندها من شعير؛ فأعطته كل ماعندها؛ تسع أصواع من الشعير،وقالت: والله ما عندنا طعام غيره - فقالت: خذه -لأن زوجها أمر بذلك، فهي لم تبخل به- قال: فأخذته فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: اذهب بهذا إليهم فقل: لهم أى لأهل العروس،  ليصبح هذا عندكم خبزاً، فذهبت إلى أهل العروس وذهبت بالكبش ومعي أناس من أسلم فقال: ليصبح هذا عندكم خبزاً وهذا طبيخاً ) -أي: أنا أتيت لكم بالمواد الخام، وأنتم عليكم الصناعة فهذا الشعير اخبزوه، وهذا الكبش اذبحوه واطبخوه - ( قالوا: أما الخبز فسنكفيكموه، فقالوا: الخبز مقدور عليه عندنا لأن لدينا من يخبز وأما الكبش فاكفونا أنتم، فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه وطبخناه، فأصبح عندنا في الصباح خبزٌ ولحم، فأولمت ودعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    يقول ربيعة الأسلمي ثم مرت الأيام أي: بعد الزواج وجاء الخير لرسول الله فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة -فقلت أنا: - أي: ربيعة الأسلمي - هي في حدي وقال أبو بكر : هي في حدي ) -أي: أن الدنيا جاءت، وكل واحد يقول عن النخلة أنها في حده، والحد هو: الحاجر بين الشيئين، فكل واحد منهما يظن أن النخلة في أرضه المملوكة -قال: ( فكان بيني وبين أبي بكر كلامٌ، فقال أبو بكر كلمة كرهها وندم عليها فقال لي: يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصاً ) -فـ أبو بكر رضي الله عنه قال كلمة غليظة في الحوار وندم مباشرة، ومع أنه تلك الشخصية المباركة، إلاَّ أنه ندم فوراً على الكلمة، وقال: يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصاً فلابد أن تقول لي نفس الكلمة وترد بها علي فلو قلت لك: يا غبي لا بد أن تقول لي: يا غبي حتى تصير قصاصاً، ولو قلت لك: يا طماع لا بد أن تقول لي: يا طماع حتى تصير واحدةً بواحدة، فـ أبو بكر يصر على القصاص؛ لأن القصاص في الدنيا أهون من القصاص في الآخرة- قال: ( قلت: لا أفعل، فقال أبو بكر : لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم -أي: أشتكيك- فقلت: ما أنا بفاعل قال: ورفض الأرض -أي: أن أبا بكر ترك النخلة- وقال: خذ النخلة، وترك الأرض التي فيها العذق المتنازع عليه، فتركها لـ ربيعة تكرماً -أي: تكرماً من الصديق ترك الأرض لـ ربيعة وبقيت الكلمة؛ لأن الأرض عند الصديق ليست مشكلة، إنما المشكلة في الكلمة- وانطلق أبو بكر -رضي الله عنه- إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ربيعة فتبعته- فجاء ناسٌ من أسلم -من قبيلة ربيعة - فقالوا لي: لما علموا القصة رحم الله أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قال لك ما قال؟ -أي: لماذا يشتكيك وهو المخطئ؟!- فقلت: أتدرون ما هذا؟ هذا أبو بكر الصديق وثاني اثنين وذو شيبة المسلمين، إياكم! لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله عز وجل لغضبهما فيهلك ربيعة ، قالوا: ما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، فانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعته وحدي -بدون جماعة- حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم -أي: الصديق - فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلي رأسه صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا ربيعة ما لك و للصديق ؟ قلت: يا رسول الله! كان كذا، كان كذا، قال لي: كلمةً كرهها، فقال لي: قل كما قلت حتى يكون قصاصاً فأبيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل.
    لا ترد عليه ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر ، فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر ، فولى أبو بكر -رضي الله عنه- وهو يبكي ودموعه على خديه ).
    فانظر أخى لهذه السرعة العجيبة في رجوع أبي بكر الصديق والاعتذار والتنازل عن الأرض أصلاً لما حصل شيءٌ من سوء التفاهم بين أبي بكر -رضي الله عنه- وبين ربيعة الأسلمي) مسند أحمد
    أيها الأحباب ونحن فى هذه الأيام ينبغى علينا أن نتسامح وأن نتغافر وأن نتصافح وأن يغفر كل منا لأخيه ذلته وأن نسعى ونصلح بين المتخاصمين فما أحوج الناس إذا وقعت بينهم الخصومات والنزاعات إلى من يجمع شملهم إلى من يؤلف بين قلوبهم وإذا كان الصيام والقيام والصلاة من أحب الأعمال إلى الله تعالى فى هذه الأيام فإن الأفضل من ذلك كله الإصلاح بين الناس فعن أبي الدرداء رضى الله عنه قال: قال رسول الله : (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين،) رواه أبو داود
    إنها لخطوات عزيزة عند الله يوم تسعى في لمِّ شملٍ قد تفرق يوم تسعى لجمع قلوب المؤمنين فلذلك كان من أحب الأعمال إلى الله: السعي بالصلح بين الناس الصلح بين الزوجين الصلح بين المتخاصمين ، فإن الله يشكر خطوات الصلح ويحب أهلها ويثني عليهم كما أخبر الله جل وعلا بحسن الأجر لهم، وأن من احتسب أجره وثوابه عند الله أن الله يؤتيه أجراً عظيماً.
    قال سبحانه وتعالى: { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } [النساء:114].

    العنصر الثالث : طاعة النبى والإستجابة لأمرة صلى الله عليه وسلم.
    أيها الأحباب قبل الختام كان حتماً ولابد بأن نذكر الناس بأهم درس من دورس النصف من شعبان ألا وهو طاعة رسول الله والإستجابة لأمره والسير على نهجه .
    وكيف لا ؟
    وهذا هو المفهوم الذى زرعه الإسلام فى قلوب الصحابة من حادث تحويل القبلة
    فلقد روى البخاري عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ ، وَكَانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ ، وَأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ ، أَنْكَرُوا ذَلِكَ .
    وروى مسلم عَنْ أَنَسٍ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ»،فَنَزَلَت ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً ، فَنَادَى : أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ ، فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ
    فانظر الى هذه الإستجابة لأمر الله ورسوله
    نعم استجابة فورية ما قالوا كلا حتى نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ما قالوا سوف نكمل هذه الصلاة ثم بعدها نتحول كلا ؟ وإنما فى الحال مباشرةً
    دَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ وهم فى الصلاة
    أتدرون لماذا فعلوا ذلك ؟
    لأن طاعة النبى والإستجابة لأمره من مقتضيات الإيمان بالله
    قال الله  (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللهِ والرّسولِ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلا),
    قال تعالى :  ( قل يا أيها النّاس إنّي رسول الله إليكم جميعا الذي له ملكُ السموات والأرض لا إله إلاّ هو يُحيي ويُميت، فآمنوا بالله ورسوله النّبي الأميّ الذي يؤمن بالله وكلماته واتّبعوه لعلّكم تهتدون )
    قال تعالى: ( وما أرسلنا من رسول إلاّ ليُطاع بإذن الله، ولو انّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفرلهم الرسولُ لوجدوا اللهَ توّابا رحيما ) النساء64
    قال تعالى: (وأطيعوا الله والرسولَ لعلكم تُرحمون ) آل عمران 132
    وبعدها يبين القرآن الكريم أن طاعة رسول الله من طاعة الله فيقول اللهمَن يُطع الرسول فقد أطاع اللهَ، تم بعدها يبين أن من تولى وأعرض عن طاعة الله وطاعة رسول الله فكأنما هو كافر بالله قال الله :قل أطيعوا اللهَ والرّسول فإن تولّوا فإنّ الله لا يحب الكافرين آل عمران 32وبعدها يبين نهاية كلا من الفرقين فيقول )ومن يُطع الله والرسولَ فأولئك مع الذين أنعم اللهُ عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشهداءِ والصّالحينوحَسُن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما)
    ويقول ايضا :ومَن يُطع الله ورسوله يُدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم،ومَن يعص اللهَ ورسوله ويتعدّ حدوده يُدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين)
    ثم اعلموا أيها الأحباب
    بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعانا إلا لحياة قلوبنا قال تعالىSad يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم ) فمن استجاب لأمر رسول الله فهو صاحب القلب الحى ومن لم يستجب لأمر رسول الله فهو صاحب القلب الميت (حتى وإن كانت الأجساد حية فإن القلوب ميتة )
    وإذا نظرنا وتدبرنا ماحولنا لوجدنا أن الكائنات بأسرها قد استجابت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فالجمادات قد استجابت لأمره والنباتات قد استجابت لأمره والحيوانات قد استجابت لأمره نعم أيها الأحباب
    الجمادات استجاب لأمر رسول الله :
    فلقد روى البخارى من طريق أنس بن مالك أنه قال (صعد النبي صلى الله عليه وسلم يوما على جبل أحد هو والصديق أبو بكروعمر وعثمان فرجف بهم فقال اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) ﴿5﴾ قال العلماء فاستجاب الجبل لأمر رسول الله وثبت
    ليس هذا فحسب
    بل إن النباتات قد استجابت لأمره:
    عن ابن عمر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك في خير قال وما هو قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال ومن يشهد على ما تقول قال هذه السلمة فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال إن اتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت فكنت معك )
    أرأيتم كيف استجابت الجمادات لأمر سول الله صلى الله عليه وسلم
    و كيف استجابت النباتات لأمر سول الله صلى الله عليه وسلم
    السؤال الذى يطرح نفسه الأن الجمادات استجابت لأمر رسول الله
    والنباتات استجابت لأمر رسول الله فأين استجابة الإنس الأن لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أولا نتعلم من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فالنبى كان إذا أمرهم بأمر استجابوا لأمره مباشرة بغير تردد أو تفكير
    ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ماﺭﻭﻯ عن ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ "ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ" أنه ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳقه  ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ..وفى ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻛﺎﻥ بعض ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واقفين ﻋﻠﻰأقدامهم ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ , ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :ﺃﺟﻠسوا,!!.. ﻓﻜﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦﻣﺴﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻳﻤﺸﻲ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﺏﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺴﻤﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ  :ﺃﺟﻠسوا,!!.. ﻓﺠﻠﺲ بن مسعود وهو ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ ﺣﺎﺭﻗﺔ ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎً ﻭﺇﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﺔ ﻣﻦﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲحتى ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ..ﻓﺈﻟﺘﻔﻮﺍ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻣﺘﻌﺠﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺳه, !!ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻗﻢ , ﻟﻢ ﺃﻧﺖ ﺟﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ؟..ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺟﻠسوا,!!.. ﻓﺠﻠﺴﺖ .ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﺼﺪﻙ ﺃﻧﺖ .ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﺃﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ يأذن لى ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ وﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻗم وظل جالساً ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ رﺳﻮﻝ الله ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺇﺣﺘﺮﻕ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻞ ﻋﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺮﻯ ..
    ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺟﻠﻮﺳﺔ..ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ , ﺳﻤﻌﺘﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﺟﻠسواﻓﺠﻠﺴﺖ ..ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪﻭﺳﻠﻢ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً : ﻗﻢ ﻭﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ
    .ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻨﻬﻢ ؟؟؟
    أقول إن طاعة بن مسعود لرسول الله واتجابته لأمره رفعت من قدره فى الدنيا والأخرة
    فى الدنيا جعله النبى من الأربعة الذين يُؤخذ عنهم القرأن فقال ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة". البخارى
    ",وقال ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:   من أحب أن يقرأ القرآن غصا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد"..!!قال العلماء هو بن مسعود
    وأما فى الأخرة فقد جعل الله ساقه فى الميزان أعظم من جبل أحد
    فقد صعد بهما يوما أعلى شجرة يجتني منها أراكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. فرأى أصحاب النبي دقتهما فضحكوا، فقال عليه الصلاة والسلام: تضحكون من ساقيْ ابن مسعود، لهما أثقل في الميزان عند الله من جبل أحد"..!!
    فأين نحن من هؤلاء كان ينزل عليه القرأن فيمتثلون للأمر مباشرة؟
    قال تعالى (ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما )ففى الحال استجابت زوجات النبى لأمر الله وتحجبن وفى الحال استجابت بنات النبى لأمر الله وتحجبن فأين نساء المؤمنين بل أين نساء الأمة بأسرها ومع الأسف الشديد نساء الأمة إل من رحم اللم منهن في النوادى رقصات نساء الأمة في النوادى مغنيات نساء الأمة في الطرقات متبرجات أليس هذا حالنا أليس هذا عارنا أليست هذه تهمتنا يا أتباع محمد والله لانجاة لنا إلا إذا استجبنا لأمره وسرنا على نهجه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال» كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبى» قالوا يا رسول الله، ومَن يأبى ؟ قال «مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى.« البخاري
    وختاماً أيها الأحباب
    ينبغى علينا أن نعلم جميعا أن الإستجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ولا زالت من أعظم الدروس المستفادة من حادث تحويل القبلة
    نسأل الله أن يحيينا ونحن من أهلها وأن يتوفنا ونحن من أهلها وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
    هذا ختام لكل كلامى وربنا رحمان منزل القران
    ثم الصلاة على نبينا العدنان وآله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان
    وأخيراً لا تنسونا من صالح دعائكم . خادم العلم والعلماء الشيخ أحمد طلال رمضان


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 7:36 am